تحليل مباراة الأهلي والزمالك: كيف انتصر الأهلي ولماذا ظهر الزمالك بهذا الشكل؟ | الكورة في التسعين

تحليل مباراة الأهلي والزمالك: كيف انتصر الأهلي ولماذا ظهر الزمالك بهذا الشكل؟ | الكورة في التسعين
تحليل مباراة الأهلي والزمالك: كيف انتصر الأهلي ولماذا ظهر الزمالك بهذا الشكل؟ | الكورة في التسعين 

تحليل مباراة الأهلي والزمالك: كيف انتصر الأهلي ولماذا ظهر الزمالك بهذا الشكل؟

في مواجهة كروية لامعة جرت على أرض الإمارات، قدّم الأهلي والزمالك مباراة عامرة بالتفاصيل الفنية الدقيقة، تلك التفاصيل التي كثيرًا ما تصنع الفارق بين فريق يصنع الهدف وفريق يستقبله. وعلى الرغم من روعة الأجواء، فإن الفوارق التكتيكية كانت واضحة منذ الدقيقة الأولى، الأهلي بدا أكثر جاهزية وجرأة، بينما ظهر الزمالك مرتبكًا في البناء، فاقدًا للهوية، ومتأثرًا بغياب التنظيم في وسط الملعب.

ضغط أهلاوي مبكر وخطة واضحة لخنق الزمالك

دخل الأهلي المباراة بهدف محدد وواضح: تسجيل هدف مبكر. هذا الهدف لم يكن مجرد رغبة، بل كان جزءًا أساسيًا من الخطة. الأهلي ضغط منذ اللحظة الأولى بخمسة لاعبين على دفاع الزمالك الذي حاول الإصرار على الخروج بالكرة رغم شدة الضغط، مما أدى إلى فقدانها في أكثر من مناسبة.

الزمالك لم يلجأ للكرة الطويلة، رغم أن الضغط كان يستدعي ذلك، فوقع مرارًا في فخ التمرير القصير من الخلف، ليخسر الكرة في مناطق خطيرة.

وفي كل مرة يفقد الزمالك الكرة، كان عبد الله السعيد مطالبًا بالارتداد السريع لتغطية المساحات، مما أنهكه تمامًا وأفقده دوره الأساسي كلاعب وسط صانع لعب.

مشكلات الزمالك في بناء الهجمة

الملاحَظ أن الزمالك لم ينجح في إخراج كرة واحدة بشكل صحيح تقريبًا، ليس فقط في هذه المباراة، بل حتى أمام بيراميدز في اللقاء السابق. الفريق اعتمد على التمرير تحت الضغط دون وجود أي حلول في العمق أو على الأطراف، فيما اكتفى شحاتة بمحاولة الاستلام والخروج بمفرده، بينما لم يقدم سيف جعفر أو ناصر ماهر أي مساندة دفاعية، ولا حتى تحركات ذكية لفتح مساحات.

غياب التحضير الجيد جعل وسط الزمالك مكشوفًا تمامًا أمام ضغط الأهلي وقدرته على التحول السريع.

خطة الأهلي الهجومية: اللعب خلف بن شرقي

ركز الأهلي في هجماته على استغلال المساحة خلف أشرف بن شرقي الذي كان يعود إلى منطقة الظهير لمساندة محمد هاني، بينما يتحرك اليو ديانج باستمرار في ظهره ليجذب فتوح للخروج من موقعه.

التحركات كانت مدروسة:

• بن شرقي ينزل ليستلم

• ديانج يدخل خلفه

• فتوح يضطر للخروج

• المساحة تُفتح بين قلب الدفاع والظهير

• زيزو يتحرك داخل تلك المساحة

هذه المنظومة التكتيكية تكررت أكثر من مرة، إلى أن جاءت اللحظة الحاسمة التي قال فيها زيزو لبن شرقي:

"انزل تحتي وأنا هخش في ضهرك"

وهو التحرك الذي أسفر عن هدف الأهلي الأول بعدما تحولت الجبهة إلى 3 لاعبين ضد 2 فقط من الزمالك.

هدف الأهلي الثاني: نفس المشكلة تتكرر

الهدف الثاني جاء أيضًا من سوء تنظيم الزمالك في الارتداد الدفاعي. عبد الله السعيد كان مجبرًا طوال المباراة على الركض للخلف لتعويض سوء التمركز من زملائه، لكنه لم يستطع مجاراة سرعة لاعبي الأهلي أو التحولات المتكررة.

في لقطة الهدف، شحاتة كان مكلفًا بلاعب، وعبد الله بلاعب آخر، لكنهما لم يستطيعا إغلاق العمق، فاستغل الأهلي الموقف وسجل هدفًا ثانيًا يؤكد تفوقه التكتيكي.

أخطاء الزمالك الفنية

أكبر مشاكل الزمالك كانت في وسط الملعب:

• شحاتة وحده يقاتل ويفقد أوراقه أمام كثافة الأهلي.

• عبد الله السعيد خارج موقعه الطبيعي ومستهلك دفاعيًا.

• ناصر ماهر لا يقدم أي إضافة هجومية ولا يعود دفاعيًا.

• سيف جعفر بلا تأثير دفاعي أو هجومي.

ومع إصرار الزمالك على الخروج بالكرة رغم عدم امتلاكه الأدوات، تحولت المباراة إلى سلسلة من الأخطاء التي جعلت الأهلي يستحوذ على منتصف الملعب بالكامل.

أداء الأهلي: تفاصيل تصنع انتصارًا

مدرب الأهلي عمل على تفاصيل دقيقة منذ الدقيقة الأولى، كلها كانت تؤدي لهدف واحد:

• إخراج فتوح من مكانه.

• استغلال المساحات خلف بن شرقي.

• الضغط المبكر لكسر بناء الزمالك.

• التحولات السريعة نحو المرمى.

• اللعب على الأطراف وعكس الملعب لاستغلال بطء الارتداد.

كان من الممكن أن ينتهي اللقاء بثلاثة أو أربعة أهداف لو استغل الأهلي كل الفرص، خصوصًا تلك التي أضاعها تريزيجيه وزيزو بسبب زيادة الاحتفاظ بالكرة في بعض المواقف.

ملاحظات على لاعبي الأهلي

جراديشار كان اللاعب الوحيد الذي يمكن توجيه نقد واضح له، حيث فقد عدة كرات تحت ضغط بسيط، وأحيانًا كان يعطل اللعب بدل تمريره للأمام مباشرة.

زمالك بلا هوية

الفريق الأبيض ظهر بلا خطة واضحة. حتى في مباراة بيراميدز التي فاز فيها، لم يقدم أداء مقنعًا أو هجمات منظمة. في مواجهة الأهلي، ومع ضغط الجماهير، كان من المستحيل تكرار سيناريو الدفاع طوال 90 دقيقة.

المدير الفني يحتاج وقتًا، لكن الأهم أن يفهم إمكانيات لاعبيه، ويعيد توظيفهم بشكل صحيح، لأن ما ظهر في المباراة كان ارتباكًا واضحًا في كل خطوط الفريق.

خلاصة المباراة

الأهلي فاز لأنه خطط بشكل أفضل، نفذ بدقة، واستغل نقاط ضعف منافسه.

الزمالك خسر لأنه دخل المباراة بدون حلول، وبدون تنظيم، وبلا هوية هجومية أو دفاعية.

مباراة كانت مليئة بالدروس الفنية، ومعبرة جدًا عن فارق الاستقرار بين الفريقين في هذه الفترة.


X - Kora
بواسطة : X - Kora
"موقع الكورة في التسعين – Elkora Fil90 هو منصة رياضية عربية تهدف إلى تقديم محتوى مميز عن كرة القدم، يشمل إحصائيات تفصيلية، تحليلات رقمية، ومتابعة لأداء الفرق واللاعبين في البطولات العربية والعالمية. نحرص على تحديث بياناتنا باستمرار وتقديم المعلومة بطريقة مبسطة وسهلة لكل محبي الساحرة المستديرة.
تعليقات